منذ الأزل والقوى البشرية تتنازع للهيمنة على مصادر الرزق والسيطرة الإقتصادية. فالغزوات الصغيرة والحروب الكبيرة نتاج لهذه الأطماع.
هذه فطرة العيش وحب البقاء.
فالقارئ الجيد هو من يستخلص النتائج من التجارب، والمتابع النهم يسطّر من الحوادث السابقة منهجاً مستقبلياً.
إن الحروب التقليدية السابقة لكتابة هذه السطور قد ولّت إلى غير عودة وبدأ عصر جديد.
فإذا أطلق للخيال عنانه، أبحر بصاحبه إلى اللامعقول حيث تتلاشى العاطفة ويتناسى ما تبقى له من مبادئ وأعراف.
والمتتبّع لأحداث شهر يناير ٢٠٢٠ وما حصل من تسريب لمرض فيروس كورونا – كوفيد ١٩- في تلك البقعة الشهيرة (ووهان) من أرض الصين العظيمة، وانتشاره بشكل ملفت ومعدي رغم أن أعراضه شبيهة بأبسط أنواع الإنفلونزا التي تصيب الملايين في العالم وتتسبّب بوفاة الآلاف من الناس، في حين يتم التعامل معها بصورة شبه عادية.
فهذا التطور السريع لتداعيات كورونا وتزاحم وتلاحق الأحداث وتسليط الأضواء على هذا المرض لسرعة انتشاره ودقة عدوته، أدى إلى لفت انتباهي وانتباه الآخرين.
فنرى أن فيروس كورونا قد صاحبه انشغال الدول بوضع التدابير الوقائية الإحترازية منذ شهر يناير ٢٠٢٠ وحتى الأول من شهر مارس، وتعطيل الحركة التعليمية في كل بقاع العالم ووقف العمل بالمؤسسات الحكومية والخاصة وتعطيل حركة الطيران وإغلاق المطارات وشراء الأدوية والمعدات الطبية والمحافظة على المخزون الإستراتيجي للغذاء، وكل ذلك كان يتم بشكل تدريجي متسارع؛ والملاحظ أن الدول أيضاً أصابتها عدوى الإجراءات.
كل هذا التدافع الدراماتيكي جعلني أتيقّن أن إشعال الحروب وإطفاءها وأن الأزمات الإقتصادية والسياسية لا يمكن أن تكون بعيدة عن الحكومة الخفية ( المتنورة ) التي تقود العالم، والتي لا تعترف بما يسمى صدفة.
فخططها تحمل في جعبتها الكثير، وما يدور في عقول أعضائها للسيطرة على العالم بأسره شيء مخيف. فهم من يحدد مراكز القوى، وانسيابية الأموال، والاستراتيجية الرقابية التي تحرك الجماعات في العالم معتمدين على قوة رصد مُحكَمة شُيٍّدَت على مراحل من الزمن، مكّنتهم من تحقيق أول تجربة حقيقية، تمثل حلماً وطموحاً جامحاً، لطالما سطّروا لها الروايات وأنتجوا عنها الأفلام والأغاني المبشرة لأفكارهم استعداداً لرسم البروفة النهائية للتطبيق العظيم.
فسبق وأشرت أنهم لا يؤمنون بالصدفة.
فبدأت مرحلة المرض في الصين، ثم المساعدة في نشره وتسخير الآلة الإعلامية الضخمة التي يملكونها لترويع الناس وتهويل الحدث نحو مزيد من التهويل، وتوجيه الدول وإعطائها التعليمات المناسبة ولكن المتأخرة من خلال المؤسسات والمنظمات التي يسيطرون على مراكز القرار فيها، بما في ذلك من فرض تعليمات لدول غير معتادة على إغلاق الحدود البرية والجوية ووضع قيود على حركة التنقل، مستخدمين فكرة التباعد الإجتماعي للحد من انتشار العدوى والوباء، ووضع التدابير الخاصة لفتح المستشفيات المتخصصة وشراء الأجهزة ووقف التعليم، وإجلاء رعايا الدول لمحاولة إنقاذ الناس، الذين سيموت الآلاف أو الملايين منهم حتماً. ويرافق ذلك تزايد خسائر أسعار النفط المعتمدة، وعقوده تهبط لمستويات غير مسبوقة، مع نزول مدوي لأغلب بورصات وأسواق المال بالعالم.
كما ويصاحب تلك الأحداث، الترويج الجاد لعدم وجود دواء أو لقاح، وأن البحث عنه قد يستغرق أشهر أو سنة أو سنوات، وأن هناك أدوية متوفرة ولكن استخدامها لا يؤدي إلى نتائج إيجابية في ظل تزايد عدد الإصابات وتساقط الموتى.
وكما أشرت مسبقاً، إن إشعال الحروب بشتّى أشكالها هو لتحقيق مكاسب وأهداف اقتصادية.
فما هي تلك الأهداف التي يرغب بتحقيقها ( المتنور ) المسيطر على مراكز القرار بالعالم؟ بكل بساطة، ترويع الناس وإرباك الدول التي لا حول لها ولا قوة. لأن هناك دول مصنّعة ودول مستهلكة ودول لا تملك إلا آلة لسحب الأموال منها.
فتلتزم دول العالم بناء على توصيات الحكومة الخفية المسيطرة على العالم ومنظماتها المختلفة، فيسود الذعر والفوضى أركان الدول وتستنفر طاقاتها البشرية والمالية.
عندها تطالب تلك المنظمات دول العالم بدفع مبالغ قد تصل للترليونات من الدولارات لمحاولة إيجاد دواء لهذا الوباء، الذي أشكّ في أنه غير متوفر مسبقاً.
فهنا بالذات ومع تزايد الذعر والخوف يسخّر الإعلام الدولي سهامه بعدم القدرة على السيطرة على المرض وخروجه عن الخطط المجهّزة له، فيرافق ذلك المزيد من الفوضى وعدم الرضا والخوف وترعيب الناس بانهيار المراكز المالية، واجتياح المرض، الفقر، الجريمة، والشعور بالضياع ، فتتوجّه الصناعات لإيجاد اللقاح والآلات الطبية المناسبة.
وقبل أن أتابع الأسباب، هنالك هدف آخر للمتنورين وهو ضرورة المحافظة على الأرض وبيئتها من مخاطر عوادم وأدخنة المصانع والطائرات والسيارات والأخطار البيئية الأخرى التي يتسبب بها الإنسان، ولذلك يجب أن تحمى هذه الأرض وأجواؤها تأميناً لمستقبل أقل خطراً، تكون فيه شعوب قوية، فنية، تستطيع أن تعطي وتعمل بزخم. بالتالي لا مانع لديهم من تساقط ( 20 % ) من شعوب العالم وبالأخص كبار السن والمرضى.
وبالعودة إلى الأسباب، لنتساءل من هي أكبر دولة دائنة وتمتلك سندات الخزانة الأمريكية؟!
إنها جمهورية الصين الشعبية التي بحوزتها سندات تفوق قيمتها 1,1 ترليون دولار وهي المتسببة بنشر هذا الوباء، أو التي تدور حولها شبهة عدم إخبار العالم بخطورة المرض وسرعة انتشاره وعدم تفاعل المنظمات الصحية.
وباعتبار أن الحكومة الخفية والمسيطرة على العالم لن تسمح لأي كيان مهما كَبِر حجمه أن يتحكّم أو يزعزع استقرار القوى المالية التي تملكها، فهي مستعدة لجميع الخطوات حتى لو كلف ذلك إقامة حرب أو حروب وراح ضحيتها آلاف أو ملايين من البشر.
وقد أتى خلاف الصين والولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الأخيرة كفرصة لتعجيل وتسريع تطبيق الخطة كتجربة واقعية.
فمع تسجيل المزيد من الحالات المصابة بالمرض وعدم وجود غرف كافية للأعداد المتزايدة والمتساقطة، تتزايد أعداد الوفيات. وتدخل القوى العسكرية لضبط النظام إثر اندلاع الهلع بين الشعوب جراء النقص في المواد الغذائية والأدوات الطبية؛
ويهول الإعلام طرق الإصابة وكيفية العلاج؛ وتتساقط الصفوف الأولى من الأطباء وطاقم التمريض في كل دول العالم لإصابتهم بالمرض مما يزيد من الذعر؛
ومع وقف الأعمال في المؤسسة الخاصة والعامة بهدف المحافظة على الإنسان من العدوى وانشغال الجميع بالخوف والسعي للتباعد الاجتماعي، تتولد أزمات مالية طاحنة وتبرز عدم استطاعة البنوك بالتمويل السريع؛
كما تنتشر البطالة مما يعمّ الفوضى بالمجتمعات؛
ويتم حثّ وتشجيع الدول الفقيرة على الاقتراض من الدول الغنية؛
وإن الإنخفاض الحاد لسعر النفط وإثارة فكرة حظر التنقل بين الدول وعدم توفّر وسائل النقل وقلة في المخزون الغذائي، تؤدي إلى المزيد من الفوضى.
وكل ذلك له ثمن مالي.
فنلاحظ أن جميع وسائل التضييق المذكورة تؤدي إلى نشر الذعر والمزيد منه، حتى تقوم جميع دول العالم التي عانت من خسارة بالأرواح وبالأموال، إشاعة الفوضى، انتشار الجريمة، المخدرات، الإكتئاب وما إلى ذلك من أضرار، بتحميل المسؤولية للصين التي تأخرت في الإبلاغ عن انتشار مثل ذلك الوباء الخطير والسريع. وحتما سيرافق ذلك اتهام منظمة الصحة العالمية بالتواطؤ المباشر أو غير المباشر مع الصين لعدم قدرتها على رصد الوباء مبكراً.
عندها تقوم دول العالم ممثلة عن نفسها وحتى الشركات العالمية والأفراد المتضررة برفع دعاوى تعويض محلية ودولية بمبالغ ضخمة ضد الصين والمنظمة.
أخيراً وبحسب رؤيتي للأمور، لن ينتهي الوباء إلا إذا شعر الجميع بالخوف والذعر عندها سيصبح “اللقاح”، أي الدواء المعالج، متوفراً.
المحامي عادل عبدالهادي
23 -04-2020